د.أسامة مهران يكتب: المغرب يفك شفرة الجذور في كأس العام

دائمًا ما نحاول تحليل ظواهر مركبة ونحاول تفكيكها بعنف، ولا نحاول فهم ظواهرها، وتفنيد مظاهرها، وإعادتها إلى حالتها الأولى، ليس مهما إن كان إمبابي كاميروني مهاجر إلى من كان يستعمره، وليس مهما إن كان أشرف حكيمي متمسكًا بعلم بلاده الأصلية ويلعب في كأس العالم أو أي كأس باسمها المهم أن تكون الهوية منتج أصلي يعبر عن شخصية.

وأن تكون الشخصية مفتوحة علي الآخر المختلف حتى لو تقاطعت خطوط التماس بين من كان إرثًا ومن هو مهموم به، من كان مرتبطًا بالماضي، ومن كان كافرًا به، ليس مهما ونحن نعيش عالم أصغر من حبة العدس أن تقودنا أوهام العصبية العرقية إلى البحث في المجهول، إلى استنهاض نعرات عفا عليها الزمن، وفتح جبهات لتصفية حسابات قديمة، وتقليم أظافر حيوانات متوحشة مازال عرينها خاويًا من الوحوش الضارية.

هكذا نحاول ونحن نعيش نغمة إعجاز المغرب في كأس العالم أن نستفتي قلوبنا ولا نستخدم عقولنا، العرب حقيقة فرحوا بالحالة المغربية، بوجودها بين الأربعة الكبار في مربع ذهبي لم يكن يسمح لغير الأوروبيين والأمريكيين الجنوبين بالاقتراب من هذا الكهنوت المثير، دعونا نفرح ولو مؤقتا بالمغرب، ولا تفسدوا علينا الاحتفاء بالفوز العظيم، واتركوا لنا أيها المفكرين الجهابذة حرية الاختيار، بين وطن أصلي، واخر بديل، بين وضع فرضته الظروف والفرص، وأخر لا يتحرك له ساكنًا ولو حاول تحريك سباته زلزال رهيب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى