«دولت فهمي»..فدائية دخلت التاريخ ولا يعرفها أحد

تفاصيل كثيرة يمتلئ بها تاريخ مصر، وتعد دولت فهمي تفصيلة قوية من هذه التفاصيل في القرن الماضي.
أحمد عبد الحي كيرة
الحكاية كما رواها أيمن عثمان في كتابه ” تراث مصري” الجزء الثاني والصادر عن دار دون تقول أن عبد القادر شحاتة انضم إلى جمعية سرية يرأسها شخص يدعى “فهمي”، وهو الاسم الحركي الذى كان يعرف به الفدائي “أحمد عبد الحى كيره”..وأن الأخير سأله يومًا عما إن كان لديه الاستعداد للموت في سبيل مصر، فأجاب عبد القادر شحاتة بالإيجاب دون تردد، فعهد إليه أن يلقي قنبلة على “محمد شفيق” وزير الأشغال.. على أن تساعده الجمعية في السفر إلى الخارج هربًا من الملاحقة الأمنية.
تسلم القنبلة
ارتدى “شحاتة” ملابس طباخ، وتسلم القنبلة والمسدسات، ووقف في انتظار الوزير ولم يحضر، وفى اليوم الثاني ارتدى ملابس عسكري وانتظر الوزير، ولكنه جاء وبصحبته بعض السيدات، فلم يرض اغتيالهن معه، وفى اليوم الثالث ارتدى ملابس حداد، ومر الوزير وبصحبته سكرتيره حسين سرى، فألقى عليهما القنبلة، وبعد أن سمع صراخهما اختفى.
عبد القادر شحاتة
قبض على عبد القادر شحاتة بعدها بأيام في مدرسة بنات التجأ إليها بعد أن تخلص من القنابل والمسدسات، وأثناء محاكمته ظهرت في المشهد الآنسة دولت فهمي، والتي ارتضت أن تشهد أمام المحكمة أن عبد القادر كان يقيم في منزلها الكائن في شارع كلوت بك طول الأربعة أيام قبل وأثناء وبعد محاولة الاغتيال لتخلص رقبته من حبل المشنقة، وحتى لا يتم إرهابه فيعترف على “كيره”، ولكن المحكمة العسكرية البريطانية قضت بإعدامه، وصرخ عبد القادر في وجه القضاة الإنجليز “ليمت عبد القادر وتحيا مصر”
تخفيف الحكم
خفف الحكم عليه إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، وأعفى عنه في فبراير 1924 عندما تولى سعد باشا رئاسة الوزراء، ووقف رسل باشا حجر عثر دون عودته لاستكمال تعليمه، فعاد إلى بلدته في ديروط ليختفي بعيدًا عن أعين البوليس السري، ويعمل في الفلاحة، وتوسط له أحمد ماهر باشا عام 1945، ووظف في بنك التسليف الزراعي.
دولت فهمي
أما عن دولت فهمى التي لا يعرفها أحد، فقد أخبرني الصديق مصطفى ابن المناضل الكبير إبراهيم طلعت المحامي، والمقرب من بعض أحفاد أعضاء فرق الموت وكتائب الإعدام.. أن فتاة المنيا دولت فهمي بالفعل لا يعرفها أحد، وأن هذا الاسم لم يكن إلا من وحي خيال مصطفى أمين مؤلف مسلسل عن “دولت فهمي التي لا يعرفها أحد”، والمقتبس من كتابه “مسائل شخصية”.
اغتيلت من أهلها
المسلسل تدور أحداثه عن قصتها مع عبد القادر شحاتة وفرق الموت، وجاء استبدال اسمها الحقيقي باسم حركي بناء على طلب من أسرتها، والمتعارف عليه في قصتها أن أشخاصًا من أهلها اغتالوها محوا للعار الذى جلبته لهم باعترافها زورًا أن عبد القادر شحاتة كان حبيبها، ويقيم في شقتها، لتنقذه من حبل المشنقة، وأيا كان اسمها، فقد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وللأسف لم يعرفها أحد.