«دراكولا».. التفاصيل الكاملة للأسطورة الأشهر في عالم الرعب

تعتبر أسطورة الكونت دراكولا من أشهر الشخصيات الدموية المرعبة.. وأكثر الشخصيات التاريخية التي استثمرتها السينما وقدمت أفلامًا عنها، ارتبط ظهوره بالليل والخفافيش والذئاب، ومجرد ذكر اسمه يصيب العالم كله بالخوف، لكنه يعتبر بطلًا وطنيًا في رومانيًا لقيامه باحتواء الاجتياح التركي لأوروبا، وذلك حسبما ذكرت الكاتبة هايدي عبد اللطيف في كتابها “موسوعة المشاهير” الجزء الثاني والصادر عن دار دوِّن للنشر والتوزيع.

دراكولا

«دراكولا» مصاص الدماء ذو الأنياب البارزة الذي يقيم في قلعته، يخشى النهار حيث تصيبه الشمس بالوهن، يخرج ليلًا لاصطياد ضحاياه، يمص دماؤهم لتنتقل العدوى لهم ويصبحون من مصاصي الدماء، وعند بزوغ الفجر يتحولون لذئاب.. عشرات القصص الخيالية التي دارت حوله والتي لا يعرف هل هي حقيقة أم خيال؟، والحقيقة أن شخصية دراكولا كما نعرفها وكما قدمتها السينما في عشرات الأفلام تمزج بين الخيال والواقع، اعتمدت في أغلبها على رواية « الذي لا يموت» للكاتب الأيرلندي برام ستوكر أو « دراكولا» كما سميت في طبعاتها التالية، والتي استوحاها ستوكر من شخصية حقيقية عاشت في رومانيا.

كان أميرًا

كان أميرًا، وكان مصاصًا للدماء، ولكن ليس كما صوره ستوكر، وإنما من خلال قتله الأبرياء وتعذيبهم بدون أي رحمة ولا شفقة والتلذذ بمنظرهم وهم يتألمون قبل أن يموتوا.. حيث تراه أوروبا وخاصة بلاده بطلًا حماها من العثمانيين بينما يراه الأتراك عدوًا تفنن بقتل ضحاياه..

انتشرت حوله تاريخيًا قصصًا متعددة ومازالت قلعته تعتبر من أهم المزارات السياحية في ترانسلفانيا.. الأمير الذي نسجت حول حربه ضد الأتراك عشرات القصص مازال بعضها لم يذكر وفقًا لآخر أفلام هوليوود عن الأسطورة مصاص الدماء، وصدر بعنوان «دراكولا.. قصة لم ترو» في أكتوبر 2014 لأسطورة لا تموت..

قصة لم ترو

تعتبر حكاية «دراكولا» من أكثر الحكايات التي استلهمتها السينما العالمية بدءًا من الفيلم الألماني «نوسفيراتو» للمخرج فريدريخ فيلهيلم مورناو في عام 1922، وحتى أحدث أفلام هوليوود «دراكولا.. قصة لم ترو»  2014، حيث يعرض قصة مستوحاة من قائد الجيش الروماني في القرن الخامس عشر الميلادي وأمير مقاطعة «والاشيا»، «فلاد الثالث» المعروف باسم «المخوذق» و«كونت دراكولا».

الأمير الشاب

يصور الفيلم دراكولا الذي عاش حياته لخدمة شعبة ومملكته، حيث يجد الأمير الشاب نفسه وسط العديد من المآسي والمخاطر محاولا إنقاذ زوجته وابنته من براثن السلطان العثماني، محمد الفاتح، الذي طلب منه أن يقدم له ابنه إن أراد الحفاظ على مملكته وشعبه، ما جعل الأمير في حيرة، إما أن يضحي بابنه أو يتصدى للسلطان التركي وجيشه القوي القادر على تحطيم شعبه بأكمله، فيقرر أن يتوجه لكهف تدور الشائعات أن من دخله لم يعد منه، ولكنه ذهب هناك ملتمسًا للقوة التي قد تخوله أن يحارب جيش ذاك السلطان بمفرده، وفعلًا استطاع  الأمير الوصول لتلك القوة الكبيرة، ولكن كان للقوة شرط خاص وهي أن تحوله إلى مصاص للدماء، ومن هنا تبدأ قصة دراكولا التي لم ترو من قبل، والتي لم يتناولها الأيرلندي برام ستوكر في روايته التي  نشرت عام 1897 وتنتمي لنوعية الرعب القوطي واعتبرت النموذج الأصلي لشخصية مصاص الدماء.

النموذج الأصلي

عُرف برام ستوكر، المولود عام 1847،  بأنه مبتكر لشخصية الكونت دراكولا في روايته الشهيرة «الذي لا يموت» والتي نشرت لاحقا تحت اسم دراكولا في عام 1897، استوحى الكاتب الأيرلندي الذي خاض تجارب عدة في كتابة روايات الرعب حين كان يعمل في قلعة دبلن وكان ينشر قصصًا في المجلات، منها «سلسلة القدر» عام 1875 و«لعنة الروح» عام 1880. أما فكرة بطل روايته فجاءت من خلال صديقه أرمين فامبيري الأستاذ بجامعة بودابست بالمجر والذي حكى له قصصًا عن أساطير مصاص الدماء في ترانسلفانيا، وعن الأمير فلاد دراكول الذي حكم هنغاريا ورومانيا. وبذل ستوكر مجهودًا كبيرًا في البحث حتى أن وصفه لترانسلفانيا يعتبر من أدق أنواع الوصف للمنطقة على الرغم من أنه لم يزرها أبدا. كما درس أيضًا عن طائر الخفاش وهو من الثدييات كمصاص دماء.

الكونتيسة إليزابيث

يقال أيضًا أن حكاية الكونتيسة إليزابيث باثوري من ترانسلفانيا، ساهمت في تصويره لدراكولا، فهذه الكونتيسة التي اشتهرت بجمالها، أصيبت في شيخوختها بجنون الخوف من فقدان جمالها، واعتقدت بأن دماء الفتيات الشابات ستحفظ لها ديمومة تألقها، وهكذا قتلت 50 من خادماتها لتسبح في دمائهن، وعمل ستوكر عشر سنوات على رواية دراكولا وقام بدراسة أدق التفاصيل التاريخية والجغرافية والعلمية والاجتماعية المتعلقة بها لتأتي الرواية مليئة بكثير من التفاصيل الحقيقة في حياة الأمير فلاد المعروف باسم ابن دراكولا أو ابن التنين.

«لم أتصور أن يحوي العالم كل هذا الرعب».. حكايات أحمد خالد توفيق مع السينما

الرواية الشهيرة

كتبت رواية «دراكولا»، التي تدور أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر، على شكل مذكرات يرويها البطل جوناثان هاركر، المحامي الشاب الذي يكلف بمهمة الذهاب إلى ترانسلفانيا للقاء الكونت دراكولا المقيم في قلعته في منطقة نائية لإنجاز الأوراق الرسمية الخاصة بملكيته الجديدة في بريطانيا. بوصول هاركر إلى القلعة، تسترعي انتباهه بعض الأمور الغريبة ومنها عدم وجود أية مرآة بالقلعة وعدم تناول الكونت للطعام أو الشراب، بالإضافة إلى غيابه الدائم خلال النهار وعدم نومه في غرفته وغير ذلك من دلائل تجعل القارئ يتابع الأحداث بشغف وترقب برفقة البطل.

الكابتن مصاص الدماء

ويجمع النقاد على أن ستوكر اقتبس في «دراكولا» الكثير من رواية الكاتبة ماري نيزيت «الكابتن مصاص الدماء»، إلا أنهم يقرون بأن قلم ستوكر ودقة وصفه هي التي أضفت الروح إلى الشخصية.  وبعد «دراكولا» استمر ستوكر في كتابة روايات الرعب والغموض، مثل «جوهرة السبع نجوم» 1903، و»سيدة الخمار» 1909، و»مخبأ الدودة البيضاء» 1911، ولكن ظل اسمه مقترنًا بهذا العمل الروائي الذي يعتبر من أكثر الروايات التي تحولت لأفلام سينمائية كما أصبح دراكولا الأكثر ظهورًا في أعمال درامية متنوعة.

«ما رأيك في زيارة البرازيل”.. تفاصيل لقاءات بيليه الجوهرة السمراء والنجمة زبيدة ثروت

الأكثر ظهورًا

تحظى شخصية «دراكولا» التي ظهرت على شاشة السينما في أعمال درامية لا تحصى باهتمام جماهيري كبير، لم تحظ به عند نشرها ولم تعرف الشهرة سوى عندما اقنع الكاتب المسرحي هاملتون دين أرملة ستوكر ببيعه حقوق نشرها. ويسجل الكونت مصاص الدماء حضوره في أكثر من 200 فيلم من شتى الأصناف، بدءا من الرسوم المتحركة كمسلسل «عائلة سيمبسون»، وفيلم «فندق ترانسيلفانيا» بجزأيه، وصولا إلى المحاكاة الساخرة مثل «الحفل الراقص لمصاصي الدماء» على سبيل المثال لا الحصر. أما الأفلام التي دارت حول هذه الشخصية الشهيرة فيقدر عددها بنحو 23  فيلمًا بدأت بالفيلم الألماني « نوسفيراتو» للمخرج فريدريخ فيلهيلم مورناو، الذي تسبب للمبدع السينمائي في محاكمة مع ورثة ستوكر، أما الشكل الأشهر لشخصية دراكولا فهي التي قدمها نجم السينما الصامتة الممثل المعروف بيلا لوغوسي في فيلم حمل اسمه وعرض في العام 1931، واحتلت المرتبة 33 لأعظم شرير سينمائي في تصنيف أصدره معهد الفيلم الأميركي في 2003.

اقرأ ايضا:

«ميريل ستريب».. تفاصيل عن الأسطورة الحية للفن السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى