- أكد الدكتور كمال الجفا الخبير العسكر والاستراتيجي السوري، على استمرار التصريحات التركية في التصاعد ضد قسد، واستمرار العمليات العسكرية معها، و التي بدأتها تركيا قبل شهر في الشق الاستخباراتي والأمني وعمليات الاستهداف بالطائرات المسيرة والحربية وراجمات الصوارخ والمدفعية بلا هوادة لكن العملية البرية المؤجلة مؤقتا لأسباب كثير منها داخلية ومنها مايتعلق بمواقف الدول الضامنة في أستانه وهم شركاء تركيا وأقصد أيران وروسيا ومنه ما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية والتي هي حليفة أساسية لقسد وأيضا ما هو مستجد المقاربة الجديدة في العلاقات السورية التركية والتفاهمات التي وصلت اليها الاجتماعات الأمنية الإيجابية حتى الآن والتي تهدف الى إيجاد آلية تستطيع من خلالها تركيا أن توجد حلا وسطا يخرجها من الأحراج ومن الصدام أن كان قسد أو الولايات المتحدة أو شركائها الضامنين في أستانا وهو الحل اذي وافقت عليه الدول الثلاث تركيا وروسيا وأيران والمتمثل بدخول الجيش العربي السوري الى كامل المناطق التي تتواجد فيها قسد ودفعه بأتجاه جنوب الحدود السورية لمسافة 30 كم وهو حل وسط مناسب ومريح لسورية لكن تقف بعض العقبات أمام تحقيقه .
وقال الجفا في تصريحات خاصة لـ”مباشر 24، ان الأولى ليس هناك موافقة أمريكية على هذا الحل والذي يدعم موقف الدولة السورية ويقوض مقدرة قسد على استمرار أو مجرد التفكير بحلم الأدراة الذاتية الذي وصل الى مرحلة متطوره وربما قاب قوسين أو أدنى من حالة الاستقرار والتثبيت لكن ما يقوضه تركيا وما يمنع تحقيقه أيضا هو المعارضة الروسية والإيرانية الشديدة لهذا الطرح الانفصالي ,الثانية هو رفض قسد حتى الأن تجنيب المنطقة أي عملية عسكرية معروفة نتائجها مسبقا من الناحية العسكرية حيث يستطيع الجيش التركي سحق قوات قسد ولايمكن لها الصمود باي شكل من الأشكال أمام قوة الجيش التركي ولايمكن للجيش الأمريكي الصدام مع الجيش التركي لكن الجيش الأمريكي سيتدخل لمصلحة قسد ضد الجيش السوري وحتى ضد الجيش الروسي وحدث ذلك عدة مرات خلال السنوات السابقة .
واوضح انه بالتالي تعقيد الموقف والتدخلال الدولية يجيز لقسد حتى الأن اللعب على المتناقضات ويطيل أمد الصراع في الشمال السوري لكن لايمكن أن تتراجع تركيا عن مواقفها والوقت ليس في صالح قسد لأن الضغوط على أردوغان كبيرة جدا ولايمكن أن يتراجع بسبب قرب موعد الانتخابات الرئاسية والتي سيتحقق فيها المشروع الكردي حتما بأي تسوية ممكنه متاحة وأكثرهما ملائمة لسورية وتركيا وروسيا وأيران هو الخيار الأول وهو :
– دخول الجيش السوري الى كل المناطق في شمال سورية وأبعاد قسد الى الجنوب 30 كم وهنا تنتفي الحاجة التركية الى هذه العملية العسكرية ,- الخيار الأسواء لسورية وهو بدء تركيا عملية عسكرية تستطيع حتما تحقيق هدفها من خلال بسبب عدم التكافىء بين قوة الجيش التركي وبين قوات قسد والتي أكثر مكوناتها من العرب وهم حتما لن يقاتلوا القوات التركية بأي شكل من الأشكال .
اذا تركيا لم تتراجع عن العملية والعلمية قائمة لكن على مسارات متعددة .
واضاف الخبير العسكري والاستراتيجي السوري انه من معلوماتي أنه لم يتم بحث لقاء مباشر بين الرئيسين خلال الأيام الماضية لأن هناك أتصالات أمنية على مستوى عال ولم يتم وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق التي سيتم العمل عليها بين البلدين خلال الأشهر القادمة وخاصة فيما يتعلق بطريقة تبديد المخاوف لدى الجانب التركي بمشروع قسد الأنفصالي أي أن الملف الأمني والعسكري له الأولوية لتحديد موقف الحكومة السوري بشكل نهائي من قضية محاربة قسد وأجبارها على الأنكفاء الى الى مسافة 30 كم جنوب جنوب الحدود التركية والمعضلة في هذا الملف هو الوصول الى تفاهمات حقيقية وتعزيز عوامل الثقة بين البلدين قبل الأنتقال الى التنسيق على المستوى السياسي الأعلى بين البلدين لذلك ما يتم تسريبه من وجهه نظري حول رفض الرئيس الأسد اللقاء مع اردوغان ليس دقيقا لأنه لم يصدر أي تصريح رسمي سورية واحد يؤكد هذه الملعومات .
ربما علينا الأنتظار لعدة أيام وربما أقل من أسبوعين لكي تظهر نتائج الأجتماعات السورية التركية على المستوى الأمني والتي سيتبعها حتما بداية أنفراجات على المستوى الميداني والسياسي والفاصل في تحديد وتقييم مدى نجاح هذه الاجتماعات على المستوى السياسي الأعلى والتي قد تتوج بعدها بقمة بين الرئيسين لأنه لايمكن الأنتقال الى هذا المستوى من اللقاءات الا بتذليل كثير من العقبات المتراكمة بين البلدين والتي أنعكست أيضا على المواقف الشخصية للرىيس أردوغان والمواقف الحادة جدا والتي أتخذها أردوغان من الرىئيس الأسد والتي تحتاج لكثير من الخطوات.
وتابع الجفا:”انه جاء اعلان قسد منذ أيام بعد وصول قسد الى قناعة تامة بأن الولايات المتحدة الأمريكية نأت بنفسها عن العمليات العسكرية التركية ضد قسد وتدمير أكثر من خمسمائة هدف خلال الأسابيع الأخيرة وتذبذب التصريحات الأمريكية حول موقفها الغير حازم ضد الهجمات التركية”.
وأكمل:”اعلان قسد لايقدم ولايؤخر في الأدعاءات بأنها تقوم بمحاربة قسد وكل مابني على مايسمي التحالف الدولي لمحاربة داعش هو عنوان ومبرر للأحتلال الأمريكي لشمال سورية ولتمكين قسد من السيطرة على شمال سورية وأقامة المشروع الانفصالي الذي تسعى اليه قسد بدعم أمريكي كامل ولايمكن لقسد أقامه هذا المشروع الا تحت ذريعة محاربة داعش وبدعم التحالف الدولي وحقيقة وقف قسد تعاونها مع التحالف في محاربة داعش هو اعلان سياسي وأحراج للولايات المتحدة الأمريكية في أن مبرر وجودها الشرعي في سورية هو محاربة داعش .
وأكد العسكري والاستراتيجي السوري وبعد توضيح ما سبق فإنه ليس له وزن على المستوى الحقيقي والميداني سيما وأن معظم هجمات داعش هي ضد الجيش السوري وقوافل الأمداد والشحن البري بين العراق وسورية وضد سيارات المبيت وباصات النقل المدنية المتجهة من دمشق وباقي المحافظات السورية الى دير الزور والميادين والبوكمال وحتى الى العراق .