يعد محمد عبده فتوة كباريهات شارع الهرم، من الفتوات التي لها باعٍ طويل في المعارك وغيرها، فكان الفتوة لهم شأن منذ زمن ماضي كبير.
وفي حوار نادر له كشفه الكاتب سيد صديق عبد الفتاحفي كتابه”فتوات مصر ومعاركهم الدامية” بدأ الحوار يتذكر ويقول الفتوة محمد عبده: نعم أنا السبب فى ضياع كابتن الأهلى السابق، خشيت على نفسى من الفتنة وحمايتى للراقصات فلجأت إلى تجارة الهيروين.
نعم أنا وراء ضياع كابتن الأهلى السابق محمد عباس، مات ابنى الوحيد ولم أر جثته وأخيرا أشهرت توبتى على يد شيخ العرب اللواء محمد عبد الحليم موسى حينما كان مديرا للأمن العام.
بهذه الاعترافات المثيرة بدأ محمد عبده ثعلب الكباريهات وصاحب اليد الطولى فى شارع الهرم وأشهر تاجر هيروين فى مصر حواره معى لم يحاور أو يناور طلبت من الثعلب التائب أن يشرح لى قصة سقوطه فى دنيا الهيروين ومن هم ضحاياه من المشاهير ومن وراء توبته؟
انطلقت من عينيه ومضات من الرعب يغلفها المزيد من الأحزان وقال أنت بسؤالك هذا ستفتح أبواب أحزانى التى أغلقتها منذ زمن بعيد بعد أن أشهرت توبتى على يد اللواء محمد عبدالحليم موسى وكان وقتها مديرا للأمن العام.
وقام العميد طلعت منصور رئيس قسم مكافحة المخدرات بمديرية أمن القاهرة بوضعى تحت الاختبار وقام رجاله برصد جميع تحركاتى للتأكد من توبتى وابتعادى عن الاتجار فى السموم.
وأضاف فتوة الكباريهات لن تصدق إذا قلت لك أن أمى هى السبب فى كل مصائبى سامحها الله ورحمها فبعد وفاة والدى تركت الجامعة وفجأة وجدت نفسى أقف على عتبات الضياع بعد أن رفضت أمى الإنفاق على.
وتزوجت من شخص آخر وهبته جميع أموال أبى التى ورثتها عنه وفى هذا الجو المسموم تلقفتنى أيدى السوء ودخلت السجن وخرجت لأكتشف أن أمى قد تنكرت لجميع أشقائى وأنها تحولت عجينة هشة فى يد زوجها أخذ يشكلها فى أى صورة يشاء.
وكان لابد لى أن أتصدى لجبروت زوج أمى وفعلا توجهت إليه وهددته وبعد أن طرحته أرضا ضربته علقة ساخنة واستجاب لطلبى وطلقها ولكن شاءت المقادير أن تتوفى أمى بعد تطليقها بشهور
ولأننى من أبناء منطقة النبوية بالدرب الأحمر وهى قلعة تجار السموم الحصينة فقد التقيت ولأول مرة فى حياتى بالمعلم آية الكبير الأسطورة فى صياعة الهيروين وكان وقتها قد أدمن شم الريتالين والفندورم
تعلمت على يديه الشم وكنت أقوم بخلط الريتالين والفندورم وكنت حين أتعاطى هذه المواد المخدرة لا أستطيع التمييز بين الليل والنهار ولا تعرف عينى النوم وبدأت فى توزيع هذه الحبوب على شباب وأبناء الحى.
وبلغ دخلى وقتها يوميا أكثرمن ألف جنيه وانتفخت جيوبى وبدأت أرتاد شارع الهرم وأثناء وجودى فى أحد الكباريهات نشبت مشاجرة بين الزبائن فتدخلت لفض المشاجرة وبعدها أصبحت فتوة شارع الهرم وأنفقت على الراقصات الأموال والهدايا وزادت ثروتى.
تزوجت بعد ذلك وأنجبت طفلاكان قرة عينى وزادت شهرتى فى دنيا الهيروين وبدأ رجال الأمن فى تعقبى.
ولن أنسى قصة ماسورة المجارى التى قمت بتركيبها فى منزلى وإخفاء الهيروين بها ورغم الاحتياطات التى اتخذتها فإن فطنة رجال مباحث المخدرات ويقظة العميد طلعت منصور حطمت أحلامى التى راحت أدراج الرياح وتم القبض على وأخطر اللواء فادى الحبشى مدير مباحث القاهرة ودخلت السجن.
وفى أثناء وجودى فى السجن شاءت عدالة السماء أن تقتص من فلقى ابنى الذى كان وقتها طالبا فى كلية الحقوق مصرعة بصعقة تبار كهرائى وخرجت من السجن ولم أر جتة الذى دفن فى غيابى .
المشاهير: كتكت ومحمد عباس
سألت فتوة شارع الهرم عن المشاهير من ضحاياه وضحايا تذاكر الهيروين أو تذاكر الموت التى كان يبيعها.
فقال: أثناء وجودى فى السجن التقيت بالمعلم كتكت وأقيمت بينى وبينه صداقة وطيدة وتعمقت هذه الصداقة أثناء فترة اعتقالى وأنا وكتكت فى معتقل ينى سويف.
وصف محمد عبده صديقه كتكت بأنه كان شرس الطباع فقد كان يطعم كلابه أفخر أنواع الكباب وهذه الكلاب كان يستعين بها فى حراسة المخدرات وحمايته .
وقال من أشهر ضحاياه كابتن النادى الأهلى السابق محمد عباس لقد رأيته أول مره عام 1981 وكان فى صحبته راقصة حسناء وممثلة , حضر لشراء قطعة حشيش وبعد الشراء انتحيت به جانبا وقلت له: ياكابتن أنا عايز أتكلم معاك شوية، واستجاب لى وقلت له أنا معى تذاكر الجنة وقدمت له شمة الضياع.
أضاف: بعدها نشأت بينى وبين محمد عباس علاقة وطيدة وبأت فى استئجار الشقق المفروشة التخزين الهيروين باسم لاعب الكرة الشهير حتى لا يشك فى أحد.
وكان يتقاضى منى مبالغ مالية كبيرة مقابل استغلالى اسمه فى استئجار الشقق وبعدها لم أستطع مجاراة إدمانه ونفدت منه جميع نقوده حتى أنه باع سيارته ثم تم القبض عليه وصدر ضده حكم بالسجن لمدة عشر سنوات بعدها هرب إلى السعودية ثم عاد إلى مصر وقام بعمل إعادة إجراءات محاكمة من جديد وتم إخلاء سبيله بضمان مالى كبير.
وتمت محاكمته، ولكن أين يسكن الآن محمد عباس، أجاب فى منطقة المهندسين، طيب ممكن عنوانه؟ آسف ولابد من استئذانه أولا.
التوبة
وماذا عن توبتك؟
بصراحة لقد ضقت ذرعا بحياة الضياع وطرقت أبواب المسئولين بأجهزة الأمن وأعلنت توبتى وقد استقبلنى وقتها العميد جلال الشاس واتصل بالعميد طلعت منصور وبعد رصد تحركاتى تبين فعلا أننى أوقفت جميع نشاطى فى تجارة السموم.