كيف حلل عالم الطب النفسي يحيي الرخاوي شخصية نجيب محفوظ؟

رحل أمس عن عالمنا الطبيب النفسي الكبير الدكتور يحيي الرخاوي عن عمر ناهز 89 عاما.

تحليل نجيب محفوظ

وكان يحيي الرخاوي قد قام بتحليل شخصية أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ في مقال كتبه الأول ونشر عام 2006 في مجلة ضاد التابعة لاتحاد كتاب مصر.

وقال يحيي الرخاوي في مقاله عن نجيب محفوظ:” حين طلب مني أن أقوم بتحليل شخصية نجيب محفوظ فزعت من حيث المبدأ، ورفضت من حيث المنهج، إن كل ما يستطيعه أي شخص يريد أن يضيف لمحة قصيرة التقطها من جانب من جوانب حضور محفوظ الشخصي أو الإبداعي هو أن يرصد بعض ما تردد في وعيه من أصداء شخصيته مبدعا وفردا عاديا حاضرا يجلس على المقهى ويمشي في الأسواق.

مهمة صعبة

ويضيف:” وحتى هذه المهمة بدت لي أصعب ما يمكن لذلك قررت أن اكتفي بمحاولة توضح معنى شائع لكنه ملتبس عند معظم الناس وهو المعنى الذي تمثله شخصية نجيب محفوظ خير تمثيل أعني معنى السهل الممتنع.

ويكمل:” كثيرون يرددون تعبير السهل الممتنع، لا يدركون أبعاد مضمونه تحديدا، إنه تعبير يشير إلى كيف أن الأمر أو الشخص الذي قد يبدو سهلا واضحا مباشرا هو في نفس الوقت فريد من نوعه بحيث لا يمكن أن يتكرر او حتي يقلد.

ويواصل:” قد نستعمل هذا التعبير بسطحية عابرة، وقد يعني معنى شديد العمق من حيث إشارته إلى نوع رائع من إتمام دورة ارتقاء بشري دار دورته حتى عاد إلى أبسط صور الوجود محتفظا بعمق خاص يجعل من البسيط ما يرادف أروع اعمق.

نجيب محفوظ

ويستطرد:” حين اتاحت لي الظروف أن أتحرك خلال هذه السنوات الثماني الأخيرة في رحاب وعي شيخي الجليل نجيب محفوظ رحت أعايش هذا المعنى الرائع ماثلًا أمامي طوال الوقت، كنت قد استشعرت نفس المعنى من كتاباته قبل أن أعرفه شخصيًا لكنني لم اكن اتصور أن حضوره اليومي العادي بين الناس هو مثل أروع لأجمل صور السهل الممتنع، وكنت أحسب انه يقضي وقته بين الناس ليزداد احتكاكا بمادة إبداعه ليأنس بهم بعيدا عن الورق.