“سمعني بالشورت”.. محمد سلطان يكشف كواليس أول لقاء مع محمد عبد الوهاب

يعد  الموسيقار محمد سلطان، واحدًا من أعمدة الموسيقى المصرية في الوطن العربي، وواحد ممن جادت بهم الساحة العربية، من الموهوبين في عصرهم آنذاك أمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب و بليغ حمدي ومحمد القصبجي وغيرهم مما أحدثوا طفرة نوعية في الموسيقى العربية وأدخلوا أشكالًا كثيرة في التلحين.

حياة محمد سلطان مرت بالكثير من المراحل الفنية، منذ اكتشافه إلى أن أصبح عملاقًا في سماء التلحين، فهو محمد سلطان هو من مواليد في منطقة جليم بالإسكندرية يوم 20 يوليو 1937، والتحق بمدرسة “فيكتوريا كوليدج” للغات ثم مدرسة الرمل الثانوية، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1960 بعد أن ترك الكلية البحرية، واتجه إلى التمثيل الذي دخل من خلاله عالم التلحين، وبدأ مشواره الفني في إذاعة الإسكندرية مدة قصيرة يلحن لمجموعة من الأصوات الشابة الغير معروفة آنذاك.

كان لنشأة الموسبقار سلطان الأرستقراطية سببًا كبيرًا في توجهه للفن خاصة، وأن الطفل الصغير المميز فتح عينيه على آلات موسيقية مثل البيانو والعود والكمان، حتى أنه تعلم العزف وهو في سن الـ 8 من عمره، وازداد ولعه وشغفه بهذا الأمر حتى أنه سجل اسطونات لنفسه وهو في سن الـ 14 عامًا، وومع ذلك تعلم الانضباط من والده ضابط البوليس الذي رقي إلى رتبة حكمدار.

وأما والدته فكانت هى  الداعم النفسي له لدخوله عالم الموسيقى والتمثيل لأنها كانت تعشق الغناء والموسيقى وكانت تجيد العزف على البيانو والعود ومن هواة السينما والمسرح.

وأما عن من اكتشف موهبة محمد سلطان، وبدأ يشجعه على استكمال مسيرته الفنية فكان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فقد التمس موهبة سلطان مبكرًا، وهذا ما أكده سلطان في الكثير من اللقاءات التليفزيونية، فقال سلطان في أحد اللقاءات:” ده أبويا، هو اللي اكتشفني وقدمني للناس، وعمري ما هنسي أفضاله عليا، وسمعنى لأول مرة وأنا بعزف وأنا بالشورت وقال لأبى: “ابنك هيبقى عبد الوهاب الثاني” فعندما اكتشفت موهبتي لجأت إلىه وقذفت من على السور من حبي له، فكان بابه أول باب طرقته في عالم الموسيقى والفن”.

وعندما قابلت محمد عبد الوهاب، فعزفت له لحن من ألحاني، لأني كنت  في طفولتي مُلحن في سن 8 أو9  سنوات، وعند انتهائي من العزف أمام عبد الوهاب سألني عن عنوان منزلي، فأجبته إن منزلي بجوار منزله في جليم، فجاء  عبد الوهاب في زيارة للبيت لنا لإبلاغ والدي بموهبتي التي استمع إليها، فعندما جاء والدي من عمله وجد محمد عبدالوهاب في المنزل، فأندهش والدى بوجوده، وقال لوالدي إني في المستقبل سأكون مثل محمد عبدالوهاب وأني سأصبح من أفضل المُلحنين في مصر، فتطورت العلاقة بيننا وأصبحت وطيدة وأصبحنا أصدقاء، فهو كان لي بمثابة الأب الروحي، كنت بلجأ له في جميع الأوقات الصعبة.