يحكي الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز في كتابه “ليالي نجيب محفوظ في شيبرد” الصادر عن دار بتانة للنشر والتوزيع العديد من الحكايات عن أديب نوبل نجيب محفوظ، وينفي عنه تهمة البخل كما سبق واتهمه البعض.
نجيب محفوظ انسان متصوف
يقول إبراهيم عبد العزيز:” نجيب محفوظ إنسان مؤمن جدا، متصوف وله لحظات صوفية عميقة، وأعتقد ان التصوف ظهرت آثاره فى كتابات مرحلة من مراحله الأدبية بداية بـ”اللص والكلاب” و”الطريق”، و”الشحاذ”، وغيرها من روايات تلك الفترة، وكان غاضبا جدا من الاتهامات التى طالته فى دينه بعد رواية “أولاد حارتنا”، وبعد الحادث الذي تعرض له كان يشعر بمرارة شديدة، وعندما تأتى سيرة الرواية واتهاماتها يتكدر ويغير الموضوع.
ليس صحيحا انه كان بخيلًا
وليس صحيحا كذلك اتهامه بالبخل، فى مرحلة من حياته كانت لديه مسئوليات عائلية ثقيلة بعد وفاة والده وبعد وفاة زوج إحدى شقيقاته حيث أصبح مسئولا عنها وعن أولادها، وهو فى النهاية موظف حكومة مرتبه على قده، لكن فى الظروف الطبيعية نجيب من أجود الناس، وكان هو الذى يتكفل بشراء الأكل والحلويات فى “قعدات الحرافيش”، ومرة كنت محتاجا “فلوس” رحت له وقلت : سلفنى مبلغ “كذا” وبدون تفكير قال: المبلغ موجود ومستعد أسلفك بشرط إنك ترجعه قبل العيد، علشان العيال محتاجة مصاريف.
صمم على الكتابة
وهو قاسى جدا مع نفسه، فبالإضافة إلى صرامته فى عمله وأوقاته طول عمره، صمم عقب الحادث الذى تعرض له أن يعود للكتابة، وكان لا يستطيع أن يمسك القلم بيده، وخصص ساعة يومية لمدة عامين بعد الحادث يتدرب فيها على الكتابة وكأنه طفل صغير يتعلمها لأول مرة، ونجح أخيرا فى الكتابة بنفسه وإن كان بخط أقل جودة وجمالا من خطه الأصلى.
أشجع رجل في العالم
ونجيب عندما يمسك بالقلم وتضع أمامه أوراقا يصبح أشجع رجل فى العالم، عندما يكتب يقول رأيه بشجاعة وصراحة
لا يحب الخناقات
وهو أخيرا شخص مالوش روح على المشاكل، لا يحب الخناقات، ويكش من أية خناقة، ليس جبنا وإنما طبيعة فيه.