أهرام كوكب المريخ وعلاقتها بالمصريين القدماء.. حكايات الفراعنة

الهوس بربط مصر القديمة والأهرام بالفضاء لم ينته، فذات يوم التقطت أدوات التصوير الخاصة بمركبة الفضاء “فايكنج 1” عام 1976 صوراً لمجموعة تلال فوق سطح المريخ في المنطقة التي تعرف باسم “كايدونيا” شمالي الكوكب ادعى البعض أنها أهرام أشبه بأهرام مصر.

أهرام مصر

يؤكد أصحاب هذا الادعاء ومنهم السويسري إيريك فون دانكان والدكتور سيد كريم بأن من أنشأ تلك الأهرام كائنات متطورة عاشت منذ آلاف السنين وجاءت إلى مثل تلك الكواكب وأنشأت فيها حضارات متقدمة، وهي التي جاءت إلى الأرض وأنشأت بدورها الأهرام المصرية وعلمت المصريين الحكمة وعلوم المعرفة. وقد استغل دانكان ذلك الولع بعلوم الفضاء والاكتشافات الفضائية التي حدثت خلال فترة الستينيات وما بعدها ونجح في الترويج لتلك الخرافة بشكل مخيف، حتى أن مبيعات كتبه قد وصلت إلى ملايين النسخ.

جون براندنبورج

أما في عام 2014، زعم الفيزيائي الأمريكي جون براندنبورج أنه وجد أدلة على وجود آثار لحضارة قديمة كانت تعيش على كوكب المريخ قد تم القضاء عليها نتيجة لهجوم نووي شنه سباق أجنبي آخر، وأنه لا يزال من الممكن تتبع أدلة المذبحة على سطح الكوكب. وقد تكرر هذا الادعاء حينما اكتشف باحثو وكالة الناسا الفضائية الأمريكية مجسما على سطح كوكب المريخ في عام 2015، رأوا أنه هرم مشابه للأهرام المصرية.

أصحاب الخرافة

ويربط أصحاب تلك الخرافة بينها وبين تفوق المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة والتي مكنتهم من الاتصال بتلك الكواكب ومعرفة الخرائط الفلكية التي حددت مواعيد اقترابها من الأرض. ويزعم أحد الهواة المهتمين بعالم الفضاء ويدعى جو وايت بأنه قد وجد ضمن صور رحلات الناسا كتلة حجرية في منطقة مقاربة لأهرام المريخ تشبه أبو الهول، وهو ما يؤكد على أن تلك المنطقة كانت على نسق هضبة أهرام الجيزة.

الصعود للكواكب

ويأتي السؤال: كيف استطاع المصريون القدماء الصعود إلى تلك الكواكب وبناء أهرام على سطحها؟ ولا يجد أصحاب تلك الخرافة صعوبة في إيجاد الإجابة، حيث اعتقدوا أن المصريين القدماء قد وصلوا إلى الفضاء عن طريق طائرات وسفن فضاء، متحججين بوجود أنموذج لطائرة خشبية في حجرة الطيور بالمتحف المصري والتي قادت البعض لتأكيد هذا الاعتقاد، ولكن هذا النموذج الخشبي يحتمل أن يكون مجرد محاكاة للطيور وليس لطائرات.

معبد أبيدوس

وتأتي حجتهم الثانية في معبد أبيدوس في محافظة سوهاج والذي بناه الملك سيتي الأول وأكمله من بعده ابنه رمسيس الثاني، حيث صُوّر على الإفريز فوق الأعمدة نقش غامض لدبابة ومجموعة من الطائرات ضمن نص بالهيروغليفي. ولكن مع دراسة النص بشكل علمي سنكتشف أنه عبارة عن نصين متداخلين كُتبوا في عصرين مختلفين، أحدهما من عصر سيتي الأول وهو عبارة عن نصٍ ترجمته “ضارب الأقواس التسعة”.

والثاني من عصر رمسيس التاني لمّا أكمل المعبد بعد وفاة والده، وهذا بعد ما تم ملئ النص القديم بطبقة من الجص وسُجل عليه نص ترجمته “الذي يحمي مصر، وهازم البلاد الأجنبية”، ولكن حينما سقطت طبقة الجص ظهر النص متداخلا، وصنع الأشكال المزعوم بأنها طائرات ودبابات.

الحجة الثالثة

بينما تظهر الحجة الثالثة من خلال استخدام المصريين القدماء لما يعرف بمراكب الشمس والتي وجدت بجوار هرم الملك خوفو، ولكن تلك المراكب ما هي إلا مراكب جنائزية ضخمة صنعها الملك خوفو كي يقوم برحلته الرمزية بصحبة رب الشمس في العالم الآخر وتم الكشف عنها في حُفَرٍ مستقلة جنوبي الهرم على يد كمال الملاخ عام 1954م.

تكوينات حجرية 

أما عن تلك الأشكال التي ادعي أنها أهرامات على سطح المريخ، فإنه بفحص وتحليل تلك الصور يتضح لنا أنها تكوينات حجرية ناشئة من عوامل التعرية والتأثيرات الجوية التي حدثت على سطح الكوكب الأحمر، خاصة ظهورها في منطقة “كاندور كازما” بكايدونيا وهي أحد أكبر الأخاديد في وادي “مارينز” ليجعلها عرضة للتآكل والنحر المستمر، وليس لها قاعدة مربعة ولا حتى مستطيلة كالتي يجب أن تتوافر في بناء الهرم، مثلها مثل تلال الواحات السوداء والبيضاء والتي نراها من بعيد على شكل هرم.

بينما حين نقترب منها نكتشف أنها شكل جبل هرمي وليس هرماً حقيقياً. كما أن طبيعة كوكب المريخ لا تساعد على قيام حضارة مشابهة في المفردات بالحضارة المصرية القديمة لظروفه المناخية والبيئية المختلفة عن الأرض، وإذا ما كان هناك أهرام على سطح المريخ، فلماذا لم نجد معابد ومقابر ونقوشاً هيروغليفية؟، حسبما ذكر الدكتور شريف شعبان في كتابه “أشهر خرافات الفراعنة” والذي صدر عن دار ن للنشر والتوزيع.