« أليس لأحد كرامة بينكم!».. حكايات عن نجيب محفوظ والسينما

لم يكن الكاتب الكبير نجيب محفوظ يدقق كثيرًا في مسألة النقود التي تدفع إليه مقابل حقوق رواياته سينمائيًا، وكان يقنع بالقليل.

عقد حقوق الرواية

وهناك موقف شهير رواه الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز في مقدمة كتابه “ليالي نجيب محفوظ في شيبرد يقول فيه:” بعد إحالته للمعاش بشهور جاء لنيب محفوظ صديقه المخرج الشهير ليوقع معه عقد شراء إحدى رواياته مرفقاً به شيك، اختلس صديقه مصطفى أبوالنصر النظر إليه فى غيظ حتى إذا انصرف المخرج انفجر فيه أبوالنصر: هكذا لم يشتروا منك الرواية بل سرقوها، هذا المبلغ سيأخذ أكثر منه أى ولد كومبارس فى الفيلم.

فقال له محفوظ مبتسماً: هذا هو سعر الأدب فى مصر يا أستاذ مصطفى.

قال مصطفى بغضب أشد: هذه قلة أدب من منتجى السينما، أقسم على أن قراءك لو رأوا هذا العقد لتظاهروا ضدك.

أرجوك لا تخبرهم

فقهقه محفوظ مربتاً على يده قائلاً فى مرح: أرجوك لا تخبرهم، ولا تنسى أن هذا الشيك سيساعدنى كثيراً فى تعليم البنتين، لأن المعاش وحده لا يكفى، وأنت تعرف أعباء الحياة وتكاليف المرض والعلاج”.

جائزة الدولة

يكمل عبد العزيز:”  ولعل هذا ما دعا محفوظ لأن يصرح للناقد الأدبى فؤاد دواره بعد حصوله على جائزة الدولة، إنه كان يتمنى أن تعطيه الدولة بدلاً منها مائة جنيه فى الشهر ليتنازل لها عن كل ما يكتبه حتى نهاية العمر، حتى لا يشغله شىء آخر عن الأدب الذى صار فى المرتبة الثالثة من اهتماماته ـ لانشغاله آنذاك ـ كموظف وككاتب سيناريو.

الأدب

ويواصل:” كان محفوظ مدركاً أن الأدب هو أقل الأعمال شأناً فى عالمنا الثالث، لذلك كتب على لسان إحدى شخصياته الروائية: يا أولاد الأفاعى أليس لأحد كرامة بينكم إلا إذا كان مغنياً أوراقصاً أو لاعب كرة؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى