«أسطورة تمثالي ممنون».. تفاصيل أعظم تمثالي الحضارة المصرية القديمة

العديد من المعابد والتماثيل التي تركها المصريون القدماء شاهدة على عظمة حضارة كبيرة، ومن أعظم هذه التماثيل تمثالي ممنون.

مصنوعان من حجر الكوارتز

أقام الملك أمنحتب الثالث عددًا كبيرًا من المشروعات المعمارية العظيمة التي لم يبقَ منها سوى القليل؛ مثل معبده الجنائزي الكبير الخاص بعقيدته الأخروية الذي تم تشييده في طيبة الغربية، ومن أشهر ما بقي منه تمثالا ممنون الشهيران المصنوعان من حجر الكوارتزيت، اللذان كانا موجودَينِ على مدخل المعبد وعدد من الآثار التي اكتشفتها حديثًا بعثة المعهد الألماني للآثار بالقاهرة.

وكان هذا المعبد مُحطَّمًا تمامًا. وقد حاول الملك أن يُقلِّد الملوك السابقين عليه في هذا المعبد الذي كان ضخمًا والذي أقامه الملك للاحتفال بالعيد الثلاثيني لجلوس الملك على عرش مصر. وكان هذا المعبد يحتوي على عدد كبير من التماثيل يُقدَّر عددها بالمئات إن لم يكن بالآلاف المنحوتة من عدد متنوع من الأحجار الصلدة والسهلة.

تمثالي ممنون

دون شك، فإن أكبر هذه التماثيل على الإطلاق هما تمثالا ممنون الشهيران اللذان كان يحيطان بمدخل معبد تخليد الذكرى الخاصة بالملك أمنحتب الثالث الفرعون الشمس. وكان يلي هذين التمثالين ثلاثة صروح ومن بعدهم تماثيل بنات آوى وتماسيح رابضة على شكل تماثيل «أبو الهول»، ثم كان يتبع ذلك بهو ذو أعمدة والمعبد الداخلي.

وعلى عكس الكثير من المعابد في عصر الدولة الحديثة من ذلك النوع، فإن هذا المعبد كان غير مخصص لرب الدولة الحديثة المعبود الأشهر آمون كالعادة، بل كان مُخصَّصًا للملك أمنحتب الثالث الذي كان يعبدونه في حياته مثله مثل أيٍّ من الآلهة المصرية القديمة، وكان كذلك مُخصَّصًا لعدد من الهيئات المتنوعة لرب الشمس.

أمنحتب الثالث

وكان هذا المعبد الضخم مُكوَّنًا من أفنية مفتوحة لعنان السماء والتي قام فنانو البلاط المحترفين بتزيينها بمناطر عديدة، تصور جلالة الملك أمنحتب الثالث يحتفل بعيد جلوسه على عرش أرض مصر الطيبة. ولعل العنصر المعماري الذي كان مسيطرًا في هذا المعبد هو وجود عدد كبير من التماثيل، التي وُضعت وفقًا لنظام زخرفي مُحدد ربما كان سماويًّا أو وفقًا لمُخطط معماري آخر. وكان بهو هذا المعبد أغلب الظن مشيدًا بحيث حين يفيض نهر نيل مصر العظيم، يظهر المعبد بعد انحسار المياه موحيًا ومُصوِّرًا ومبرزًا قصة خلق الكون ونشأة العالم عند بزغت أول بقعة من الأرض المصرية المُقدَّسة.

من داخل الفوضى والعدم الموجود بالمياه العتيقة في المحيط الأزلي المُسمَّى بـ «نون» وفقًا للمعتقدات المصرية القديمة، خصوصًا مذهب مدينة الشمس «هليوبوليس» (منطقتا عين شمس والمطرية الحاليتين في الجزء الشرقي من محافظة القاهرة)، حسبما ذكر الدكتور حسين عبد البصير في كتابه “أسرار الفرعون” الصادر عن دار دوِّن للنشر والتوزيع.