أحمد خالد توفيق.. حكايات عن الطفولة والسينما والكتابة

كتب أحمد خالد توفيق الكثير من المقالات السينمائية عن عدد من الأفلام في مجلة الفن السابع، والتي كان مديرها في تلك الفترة الفنان محمود حميدة، ولكن المجلة توقفت عن الصدور سوى انه احتفظ بمجلداتها كاملة.

حب السينما

وكتب مقالا من أجمل ماكتب عن حبه للسينما، وكأن الحروف مغزولة بشوقه تجاه هذا العالم، كان يكتب والكثير من الأحاسيس تتدفق عبر اليد لتلتصق بسن القلم فتنسكب في الحروف نفسها، يقول:” أشك فعلًا في أن أي مخلوق على ظهر الأرض أحب فن السينما كما كنت في صباي، وكنت أنبهر بكل شيء فيها.. بالخدوش على جانب الكادر وعلامة تغيير البكرة، والجلوس في الظلام بانتظار الشعاع المحمل بالأحلام الملونة القادم من نافذة العرض.. عشقت صوت هدير الآلة واهتزازها ورائحة التبغ – كان التدخين مسموحًا به في دور السينما وقتها- وذرات الغبار المتطايرة في الشعاع.

السحرة

ولم يقتصر حب خالد توفيق على المشاهدة ولكن تعدى ذلك إلى السينما نفسها، يكمل:” لم يقتصر حبي على ما نراه على الشاشة بل امتد إلى دار السينما نفسها.. كل ركن فيها حتى الحمامات عطنة الرائحة وحتى العامل الذي يقودك لمقعدك.. كنت أعتبر هؤلاء سحرة ممن يملكون مفاتيح هذا العالم الخيالي، فلا أستبعد أنه بعد ما نرحل يجلس طرزان وجيمس بوند وفرانكنشتاين وشيرلوك هولمز مع هؤلاء.. بينما يذهب أحد عمال السينما لشراء شطائر للعشاء، ويجلس الجميع يثرثرون ويمزحون.. يتوتر الجو نوعًا عندما يصل الكونت دراكيولا، لكنه لن يمتص دماء زملاء المهنة طبعًا!.

الأبواب الخلفية

يواصل:” أذكر جولاتي حول الأبواب الخلفية لدار السينما بحثًا عن مفاجأة من السليلويد.. هناك أجزاء فيلم تنقطع ويتخلص منها العامل.. هكذا أجمعها أنا وأهرع للبيت منتشيًا لأقوم بدراستها بالعدسة.. ثم أضعها في مركز بؤرة عدسة وأضيء مصباحًا خلفها ليصير عندي فانوس سحري مرتجل، وأدرس الكادر على الجدار.

لقطات السينما

ذات مرة وجدت كادرات من فيلم ملون أجنبي.. وحتى في سن العاشرة كنت أعرف أن هذه لقطات مضغوطة من فيلم سينما سكوب، وفيما بعد تقوم عدسة (الهيبر جونار) بفرد الصورة لتصير عريضة