Site icon مباشر 24

مختار يونس يكتب: الدور القومي للأدب والفنون التعبيرية الأخرى للطفل في ظل الجمهورية الجديدة

منذ سنواتٍ مضت وما زالت موضوعات أدب الأطفال، بأجناسه المتعددة من: نثر, وشعر, وكلمات الأغاني, والقصص القصيرة، والروايات الطويلة المصورة, وقصص الكوميكس, وصحف الأطفال ومجلاتهم، كلها تنطوي تحت نظرية الفن للفن. وهو ما لم يعد مقبولًا شكلًا أو موضوعًا الآن في ظل ميلاد الجمهورية الجديدة بمشروعاتها الضخمة والعملاقة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الصحية.

بينما موضوعات الأدب ما زالت غارقة ومسترسلة في كمٍّ من أعمال أدبية وجهت للطفل تحت كلمة “المسحور”، مثل: النافورة المسحورة، والوردة, واللمبة, والعربة, والدراجة، والقطار, والقلم, والكتاب, والحذاء, والفستان, والبنطلون, والقميص, والبساط, والطاقية… وهكذا ابتعدت بعض موضوعات أدب الأطفال عن واقع المشاكل الفعلية التي يتعرض لها أطفالنا في كل مرحلةٍ عمرية من مراحل الطفولة المتعددة، حتى إن هناك مراحل للطفولة لم تخاطبها موضوعات الأدب أساسًا، فكان لا بد من إسقاط نظرية الفن للفن لإفساح الطريق لتتقدم نظرية الفن للمجتمع لتحل محلها مع صحوة الجمهورية الجديدة بملابساتها التكنولوجية، وما يجب أن يعرفه الطفل عن تغير المناخ والتصدي للتصحر وتحديات المياه وإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر.

ومع هجمة الشركات العالمية لإنتاج الأفلام الكارتونية التي يعشقها ويتتبعها أطفال العالم، مثل: ديزني، وبي بي سي نيوز، ودي سي كومكس، والتي حولت إنتاجها إلى صنع أفلام تشجع على المثلية الجنسية عن طريق شخصيات أفلامها: (سبايدر مان، وسوبرمان، وتوم آند جيري).
نحن الآن، كل أدباء ومطربي الأغاني, ومعدّي الأفلام والمسرحيات, ومصممي استعراضات الإيقاع “التعبير الحركي”, ومصممي التشكيل الفني, ومصممي ديكورات وقرى الأطفال، وبعبارة أخرى نحن كل مبدعي الفن التعبيري للطفل، علينا أن نقف صفًا واحدًا في أول اتحاد مصري يضم جميع فناني الطفل ضد كل من يشوه انتصارات الجمهورية الجديدة التي تضع إعادة بناء الإنسان المصري جسميًا ووجدانيًا وعقليًا نصب أعينها، وهو ما يستدعي فرضًا على كل فناني الطفل في مصر تبسيط المعلومات عن كل المشروعات الضخمة والإنجازات العملاقة في جميع المجالات، رغم التحديات الصعبة التى تواجه مصر داخليًا وخارجيًا، ليشبّ أطفالنا وقد تشكلت ذاكرتهم السمعية والبصرية والوجدانية والعقلية زاخرةً بما تحقق من معجزاتٍ في فترة زمنية قصيرة قياسية بكل المعايير كان من المستحيل أن تتحقق لولا حنكة هذا الزعيم القائد ومهارته وإصراره، والذي يُعَد بكل المقاييس نموذجًا ومثالًا للشخصية التي يجب أن يقتدي بها الطفل.

ويستطيع أدباء وفنانو الطفل الإشارة إلى أن مصر حققت نموًا اقتصاديًا شهدت له المؤسسات الاقتصادية في العالم، في ظل قيادة سياسية حرصت على توفير شبكة حماية اجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا..وغيرها، وحتى يدرك الطفل ما يدور حوله ويعي ما أصبح حقيقة واقعة، على كُتاب وفناني الطفل تحويل تلك الإنجازات في أشكالٍ أدبية وفنية راقية تتواكب مع المنجزات الفعلية بأسلوبٍ وقوالب فنية تناسب المراحل العمرية المختلفة للطفل.

الدكتور مختار يونس، أستاذ الفيلم السينمائي بالمعهد العالي لفنون الطفل- أكاديمية الفنون..

Exit mobile version