هل كان العالم سيتقبلها بعد حريق الطائرة! هل كانت ستجتاز صدمة تشوه جمالها حتى وإن فقدت الذاكرة! هذا ما سنكتشفه معا ونحن نقرأ آخر كلماتها. إلى الكون الفسيح بعد التحية، يقولون أنني كنت ممثلة فائقة الجمال، تعرضت لحادث قتل الجميع عداي.. قصتي من الغرائب، فقد عزمت السفر وكنت على قائمة الانتظار حتى اعتذر كاتب مشهور بسبب مرض والدته، فسافرت أنا بدلا منه، هذا المقعد في الطائرة لم يكن لي من البداية ولكن القدر اختار أن يفادي أنيس منصور بي.. فنجى هو واحترقت الطائرة فور إقلاعها ومات كل من فيها.
هكذا يقولون وهم يقصون حكايتي علني أتذكر أي شيء عن حياتي السابقة وما كنته، أنا الآن امرأة بجسد تداري أقمشة الملابس عورة تشوهه، وبوجه ترى بشاعته من نظرة من يرونه لأول مرة، ومن تفادي النظر إليه بعد ذلك، من حماقتهم يجيئون لي بصور فتاة فاتنة ويؤكدون أنها أنا السابقة.. لمَ يفعلون بي هذا؟ ليس لدي ذاكرة تجعلني أتحسر على حالي.
حين رأيت هيئتي لم أجزع، فلا يوجد لدي خبرة سابقة عن مفهوم القبح والجمال، لكن إصرارهم على أنني هي ومشاهدة أعمالي السينيمائية والاستماع إلى نفس صوت حنجرتي الذي يخرج منها في الشاشة حين تتحدث، بدأت أقتنع أن هذا الصوت هو فقط من نجى مني.
لم أدري ما استفادتهم حين تعود إلي ذاكرتي وأنا في هذه الحالة البشعة وبعد هذا العمر!هل ينتقمون مني لسبب فعلته في حياتي السابقة ولا أعلم عنه الآن شيئا؟ حقا لا أدري، لكنني الآن لا أشعر سوى بشماتة المحيطين وكوني أصبحت سبق صحفي لمن يريد اقتناص صورة لي، عله يحصل على ترقية أو مكافأة..يريدون أن أكون تريند يجلب لهم ملايين المشاهدات.
لن أهنئهم على ذلك وسأشعل الحريق ليلتهمنا جميعا، إذا نجونا فهو العدل وإذا هلكنا فهي الرحمة، كانت هذه الرسالة الصادرة لي على بريدي الإلكتروني كمذيعة أشهر برنامج عربي، في البدء ظننتها مزحة سخيفة حتى انتبهت على خبر حدوث حريق هائل في دار المسنين في مدينة … التابعة لمحافظة… وأقاويل عن حدوث هذا بفعل فاعل.