كان عام 1981 بالنسبة للرئيس السادات عاما حاسما , بدأ من أوله، وكأن الإستعدادات كانت تجري لإغتيال الرئيس محمد انور السادات، فمع إطلالة العام الجديد أقنعه وزير داخليته, اللواء النبوي اسماعيل بأنه قد تم العثور علي تنظيم شيعي, يعمل في الخفاء من أجل عدم إستقرار الحوال في مصر، كان توقيت الإعلان عن التنظيم الشيعي ليلة عيد الميلاد المجيد للخوة الأقباط.
وبحسل ما جاء في كتاب “السادات 1981″ للكاتب الكبير حمدى البطران، فالأعلان عن توقيت التنظيم الشيوعي, قبل احتفالهم بأعياد القيامة، فهل كان المر مقصود من النبوي اسماعيل لأجل أرهاب الإخوه الأقباط , والتقييد عليهم . أو إرهاب مصر كلها ؟
وأضاف الكتاب، في تلك الفترة أيضا استضافت مصر شاه إيران المخلوع في أعقاب الثورة التي قامت في إيران بقيادة آية الله الخمين , وكانت كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الحليف الأقوى لشاه إيران قد رفضت استقباله, واستقبله السادات .
وبدأت المساجد تستقبل كبار السياسيين من المعارضين للحكومة أمثال الدكتور حلمي مراد والأستاذ فتحي رضوان, وكلاهما كان وزيرا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر .
وفي تلك الفترة أيضا, ناشد عدد من أساتذة الجماعة الرئيس السادات رئيس جمهورية مصر العربية أن يصدر القرار الخاص بعودة الحرس الجامعي من ضباط الشرطة وبزي الشرطة الرسمي حتي يتمكن الحرس من تحقيق الفاعلية المطلوبة .
الغريب أن أجهزة الأمن , التي تتصدي للتنظيمات الشيوعية والشيعية التافهة , والتي لا قيمة لها , تغاضت عن التصعيد الخطير الذي كان يمارسه أعضاء الجماعات الإسلامية, ويعدون العدة ويجهزون السلاح لإغتيال السادات، كما كانوا يعتدون علي المحلات المملوكة للأقباط وينهبونها .
هذا التصعيد غير المسبوق من الجماعات الإسلامية أدي تصعيد مقابل من جانب أقباط المهجر الذين كانوا يرقبون موقف الجماعات الإسلامية في مصر, ويراقبون تنامي قوتهم .وكانت المعلومات التي تلقي في جعبة الرئيس السادات تدعله أكثر توترا .
ففي 14 مايو 1981 ألقي الرئيس أنور السادات خطابا سياسيا بمناسبة ذكري العاشرة لثورة التصحيح والانتصار علي مراكز القوي أعلن فيه أن المعلومات المؤكدة لديه تبين أن البابا شنودة الثالث يعمل من أجل إنشاء دولة في الصعيد ابتداء من أسيوط وحتى آخر الصعيد, وكان الانفعال واضحا علي الرئيس وهو يتحدث الي ملايين المصريين الذين يستمعون إليه.
وكان من نتائج هذا الغضب, أن أجهزة الأمن منعت البابا من إلقاء درسه الأسبوعي، وكان رد البابا هو قرار التصعيد, بأن أصدر قرارا بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة، وهو ما يوحي بوجود أزمة مستحمة بين الدولة والكنسية .
وأعلن البابا ان رفض الإحتفالات , جاء احتجاجا علي اضطهاد الأقباط في مصر، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط في مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.
في بداية سبتمبر 1981 مهدت الصحف القومية المصرية , للخطاب الذي سيلقيه الرئيس يوم 5 سبتمبر 1981 في الاجتماع المشترك لمجلسي الشعب والشورى بمناسبة بداية الفصل التشريعي .
وذكرت الصحف أن مناسبة هذا الاحتفال تواكب الذكري المئوية ليوم وقوف احمد عرابي أمام جبروت الخديوي توفيق, وقالت الصحف: إن هذا الخطاب يأتي قبل أربعة أيام من الذكري المئوية لثورة زعيم الفلاحين احمد عرابي, وقارنت الصحف بين عرابي وثورة السادات التي سيعلنها في هذا الخطاب .
وفي 10 سبتمبر أجري استفتاء شعبي علي القرارات التي اصدرها الرئيس وسميت ” إجراءات حماية الوحدة الوطنية ” .!كما لم يتأخر مجلس الشعب , وشكل لجنة خاصة لمناقشة خطاب السادات , وأشادت اللجنة بالسياسة التي يتبعها الرئيس السادات لمعالجة الفتنة الطائفية..!
وفي 23 سبتمبر 1981 أجري الرئيس السادات حديثا مع مراسل تليفزيون N.B.C أعلن فيه أنه سيقوم بإرسال الأسلحة والمعدات الي ثوار أفغانستان الذين يقاتلون السوفيت ,لأنهم مسلمون ويواجهون متاعب بسبب عقيدتهم الإسلامية , وأعلن أن عمليات شحن الأسلحة علي متن الطائرات الأمريكية قد بدأت..!كانت الإسئلة التي توجه للرئيس كلها تتحدث عن التوتر والتصعيد .
وفي حديث للرئيس السادات يوم 23 سبتمبر 1981 مع التليفزيون الأمريكي ونشرته الصحف المصرية وجه المذيع سؤالا للرئيس السادات عما إذا كان قد تم العثور علي أسلحة في بعض المساجد او الكنائس في عمليات القبض التي تمت , وأجاب الرئيس انه لم تضبط أسلحة في المساجد أو الكنائس , ولكن كانت هناك اجتماعات فقط , ولكن لا وجود للأسلحة.!
وكانت خلاصة هذا كله , مع عوامل أخري شرحناها في الكتاب , إغتيال الرئيس السادات يوم 6 اكتوبر , وأغتيال السلام يوم 6 أكتوبر .
وتسلم مصر الرئيس حسني مبارك في وقت عاصف , وسلمها أيضا في وقت أكثر عصفا وارتباكا يوم 8 فبراير 2011 بعد ثلاثين عاما .