رجاء محمود حسن تكتب: إسهامات أدب الطفل والجمهورية الجديدة

يرتبط مصطلح الجمهورية الجديدة أكثر ما يرتبط بتنمية البشر والإنسان، فالجمهورية الجديدة هي دولة يتمتع فيها المواطن بكرامته، من حياة كريمة وسكن مناسب وصحة جيدة، لذلك جاء هذا المصطلح لمواكبة تحديات العصر، ومواجهة حروب الجيل الرابع والخامس، وأخطر ما في هذه الحروب أن الدول تستخدمها لاحتلال العقول بدلًا من الأوطان، ثم تتحكم في هذه العقول بالطريقة التي تخدم مصالحها، وهو ما يتطلب استحداث مدن ذكية تتنبأ بهذه الحروب وتتحكم فيها، فالجمهورية الجديدة ليست رد فعلٍ لأحداثٍ تدور من حولها، وإنما هي مَن تصنع الأحداث وتكون فاعلًا أساسيًا فيها، وعلى ذلك فالجمهورية الجديدة تحتاج طريقة تفكير جديدة أيضًا، ليست نمطية كما كان في السابق، تحتاج عقولًا جديدة، وتحالفات استراتيجية جديدة مضادة، لا تقوم على الأيديولوجيات والأفكار، وإنما على المصالح المشتركة التي لا يعرف العالم الآن لغة غيرها، والجمهورية الجديدة تهتم بالشباب باعتبارهم قادة المستقبل وأمل الأمة في النهوض والتنمية، وهي جمهورية تُبنى في الداخل وعينها على الداخل والخارج معًا، ومن ثمَّ فهي تهتم بالأطفال الذين هم بناة المستقبل. وعليه كان لزامًا أن يتخذ أدب الطفل ما يواكب هذه الجمهورية.
لذا تتصدى هذه الدراسة إلى ما يسهم به أدب الطفل تجاه الجمهورية الجديدة: تشكيل شخصية الأطفال،  تعليم أدب الحوار، الاستفادة من التراث، التنشئة الاجتماعية، تعميق الانتماء وتأكيد الهوية، مع تقديم تطبيقات عملية، شملت ما يلي:

رصد لبعض الحوارات التى جاءت فى قصص كبار أدباء الطفل العربى ومسرحياتهم؛ للوقوف على دور الحوار فى تربية النشء (مسرحيات الشاعر الكبير أحمد سويلم، وقصص الكاتب الكبير يعقوب الشاروني  نموذجًا)، توظيف التراث وحمايته وتعزيزه (قصة تائه في القناة) للكاتب يعقوب الشاروني.

الإشارة إلى الأغاني الشعبية والأمثال والحواديت، كمحاور ثقافية فعَّالة في تربية وتنشئة الطفل، حيث تدعو إلى ترسيخ القيم النبيلة, وتنشيط النفوس بالمرح والحكمة, فضلًا عن الإحساس بالأصالة والانتماء… والأهازيج الشعبية, وبالذات تلك التي تُغنَّى للمواليد والأطفال، كذلك الإشارة إلى أغاني الطفل وألعابه.

في ضوء ما تقدم من إسهامات أدب الطفل الذي نراه ما هو إلا تأكيد على فلسفة الجمهورية الجديدة التي تؤسس دعائمها على عدم التمييز أو التفرقة بين أي فئةٍ من فئات المجتمع بسبب الدين أو الجنس أو العرق، في ظل دولة يحكمها القانون والعدل والمساواة وإرساء مبادئ سيادة القانون وتحقيق المساواة بين المواطنين جميعًا.