يتأثر أدب الأطفال مثل غيره من الآداب المختلفة فكريًا وتربويًا وثقافيًا واجتماعيُا؛ نتيجة لما يطرأ على المجتمع من متغيراتٍ تحتم حدوث تطورات على مظاهر الحياة المختلفة، فالروح السائدة في المجتمع بما يحويه من أفكار واتجاهات وإنجازات متعددة، كلها تغذي فكر الطفل وتشكل ثقافته. وفي ظل حلم الجمهورية الجديدة، ومواكبة التطورات والتغييرات التي طرأت على مجتمعنا، وَجبَ أن تكون الكتابة الموجَّهة للأطفال ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحاضر والمستقبل، تُعبر عنه وترصد ما يحدث على أرضه، وتقدمه بأسلوبٍ يتناسب معهم، لذلك راح الكُتاب والأدباء يترجمون هذه الأمور في كتاباتهم، ومن هذه الأعمال الإبداعية: قصة (قنال لا تعرف المحال)، وقصة (حياة وكريمة) كلاهما لسماح أبو بكر عزت، ورواية (جدتي الرقمية) للكاتب أحمد قرني)، وديوان (معًا نهزم الكورونا) للشاعر أحمد سويلم، ومسرحية (احترس يا عمر) للشاعرة سناء مصطفى.
كذلك تناولت بعض الأعمال عرضًا للمفكرين والعلماء والمبدعين؛ ليتعرف عليهم الطفل، مثل (شخصيات مصرية)- الصادرة عن سلسلة رؤية للنشر- للشاعر عبده الزراع، وعرضًا للشخصيات التاريخية والوطنية والثورات والانتصارات المختلفة كما في (مصر المحروسة ثورات.. وانتصارات) للشاعر أحمد سويلم؛ بغية تنمية الحسّ الوطني والاعتزاز ببلده وتاريخه.
كذلك جسدت بعض الأعمال الاهتمام بدور المرأة، ومنحتها البطولة وعدم التهميش، عبر أدوار مختلفة- غير نمطية- مبتكرة ومتطورة، مثل شخصية “أم جبر” في رواية (ليلة النار) للكاتب الكبير يعقوب الشاروني،
وتطوير الحكاية القديمة ومنحها روحًا جديدة وعصرية ملائمة للعصر الذي نعيش فيه، مثل شخصية “سندريلا” في قصة (سندريلا تثور على حكايتها) للرائد عبد التواب يوسف، وغير ذلك من الأعمال الأخرى التي نعرضها بالتفصيل في البحث.
الدكتورة بخيته حامد إبراهيم محمد، مدرس أدب الأطفال- كلية الآداب– جامعة جنوب الوادي بقنا