يوصى بمصر فيقول: إن لمصر مكانة ومكانًا بين حواضر العالم الإسلامي والعربى, فمصر بحق هى شمس العروبة, وهى قلب العرب النابض رغم أنف كل كاره وحاقد، لقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم، بفتح كثير من البلدان ما وصى ببلد كما وصى بمصر وأهلها, بشر النبى صلى الله عليه وسلم بفتح الشام والعراق واليمن كما بشر بفتح مصر, ثم وصى بمصر خاصة قائلًا: «إِنَّكم ستفتحونَ مصر وهِيَ أرضٌ يُسَمَّى فيها القيراطُ، فإذا فتحتُموها، فاستَوْصُوا بأَهْلِها خيرًا، فإِنَّ لهم ذمَّةً و رَحِمًا».
كفاك يا مصر شرفًا وصية رسول الله بك وبأهلك، كفاك يا مصر شرفًا وفخرًا أن الذى سماك إنما هو الله؛ فلقد نطق القرآن الكريم باسم مصر صراحة في أكثر من مرة، كفاك يا مصر شرفًا وعزًا أن الله قرنك بالأمان, قال تعالى: ]وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ[(سورة يوسف: 99).
كفاك يا مصر شرفًا ومجدًا أنك البلد الوحيد الذى تجلى فيه مولانا تبارك وتعالى؛ حيث تجلى ربنا لجبل الطور في سيناء الحبيبة, قال سبحانه: ]فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا، فمصر عند الله غالية, ومقامها كريم, ما ذكر المقام الكريم في القرآن إلا لمصر قال الله في الشعراء عن مصر: ]وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ[.
وقال فى الدخان مثل ذلك: ]وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ[، سورة الدخان: 26.فمصر الكنانة بين أيدينا أمانة, فهى أطيب البدان, سكنها الأنبياء, وعمرها الأولياء, قال عمرو بن العاص: “مصر أطيب الأرضين ترابًا وعجمها أكرم العجم أنسابًا”, فاحفظوا طِيب أرضها.
وقال عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما: “من أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين تخضر زروعها، ويزهر ربيعها، وتكسى بالنوار أشجارها, وتغنى أطيارها, فاحفظوا عليكم جنتكم.
وكان كعب الأحبار يقول” :لولا رغبتي في الشَّام لسكنت مصر؛ فقيل: ولم ذلك يا أبا إسحاق؟ قال: إني لأحبُّ مصر وأهلها؛ لأنَّها بلدة معافاة من الفتن”
فاستوصوا بمصر خيرًا, واحفظوا عليكم أمنكم وأمانكم وعافيتكم, ولا تنساقوا وراء ما يحاك من سوء ببلدكم, اللهم احفظ مصرنا, وبارك أوطاننا، الله الله في مصرنا, الله الله في أمننا وآماننا, الله الله في ديننا وعافيتنا