شيخ العرب همام، سيظل اسمه عالقًا في ذهن القارئ العربي فقد أحدث نقلة نوعية في الصعيد واستقل بأول جمهورية في الصعيد، يعتبر الشيخ رفاعة الطهطاوي أول من وصف ما حصل في الصعيد أيام شيخ العرب همام بأنه جمهورية شيخ العرب همام .
وقد ذكر رفاعة الطهطاوي جمهورية شيخ العرب همام في كتابه “تخليص الإبريز في تلخيص باريز” عندما تحدث حالة الرأي العام في فرنسا عام 1830 إبان الثورة الفرنسية، وقال ” إنه لما كانت الرعية لا تصلح أن تكون حاكمة ومحكومة وجب أن توكل عنها من تختاره منها للحكم وهذا هو مثل مصر في زمن حكم الهمامية، فكانت إمارة الصعيد جمهورية التزامية “.
وأحس الناس في ظل حكمه بالأمان، فقد كانت مصر وقتها تحت حكم المماليك، وكان حاكم مصر هو على بك الكبير، وكان المماليك الذي يهربون من بطشه يلجئون إلى شيخ العرب همام.
وكان شيخ العرب همام يحاول أن يجعل من بلاده التي يحكمها منارة للعلم، فكان كلما سمع عن عالم أو فقيه استدعاه إلى بلاده.
فقد أرسل شيخ العرب همام إلى الشيخ الحفني يطلب منه أن يرسل إليه أحد تلاميذه، ينفع الناس بالناحية، ورشح له شيخ الأزهر الشيخ عبد الكريم على، وكان من مشايخ الأزهر المعدودين.، ولما وصل الشيخ إلى قرية بهجورة تلقته الناس بالقبول، وعين له شيخ العرب منزل واسع، وحشم وخدم، وأعطاه قطعة أرض يزرعها ويقتات منها، فدرس لطلاب العلم، وأفتي لزوى المسائل، وأقام مجالس الذكر، واشتهر وتملك عقارات ومواشي.
ولم يصبح شيخ العرب همام حاكما مستقلا للصعيد في يوم وليلة، ولكنه مرَّ بصراعات مرِيرَة مع الحكومة المركزية.