“أحبها وأعلن إسلامه”.. نواصل نشر دور السيدات المصريات في الحملة الفرنسية 3-3

يواصل موقع”مباشر 24″ نشر تفاصيل النساء المصريات في حياة أعضاء الحملة الفرنسية وكيف أحبهن وأفتتن بهن، بحسب ما جاء في كتاب “حكايات عابرة” للكاتب حمدى البطران..

وأما الجنرال مينو ثالث قواد الحملة الفرنسية، فقد أحب بنت صاحب حمام في مدينة رشيد واسمه على الرشيدين، وأعلن مينو إسلامه وسمي نفسه عبد الله مينو، وخلع البرنيطة وارتدي العمامة التي يلبسها شيوخ المسلمين، وتزوج من زبيدة. وكانت زبيدة شابة مغرية , أيقظت شهوات مينو الذي كان يقتر من الخمسين , وقد كتب لأحد أصدقاءه يصفها ويقول : إنها طويلة القامة مبسوطة الجسم حسنة الصورة من جميع الوجه , ولها عينان رائعتان , ولن بشرتها هو اللون المصري المألوف , وشعرها طويل وفاحم , وهي لطيفة الطبع , ووجدتها تتقبل العادات الفرنسية بنفور أقل بكثير من المتوقع , وأنا لم ألح عليها في الخروج سافرة على الرجال , فهذا يتأتى شيئا فشيئا , كما أنني لن انتفع بما أباحه النبي ( صلي ألله عليه وسلم ) من الزواج بأربع نساء خلاف السراري , فإن في النساء المسلمات شهوة حارة عنيفة , وفي زوجة واحدة أكثر من الكفاية لي ” .

قامت النساء بمظاهرة في مدينة رشيد طالبن فيها حاكم رشيد الجنرال عبد الله مينو أن يضغط على الرجال حتي يسمحوا لهم بالتردد على الحمامات العامة في المدينة، وان تخصص بعض تلك الحمامات للنساء. وقد أصبح على الرشيدي وزيرا عندما تولي عبد الله مينو قيادة الحملة الفرنسية بعد مصرع الجنرال كليبر . ولا شك أن ثورة النساء في رشيد ربما كان احد دوافعها رغبة على الرشيدي ترويج بضاعته من الحمامات للحصول على الكسب.

وقد أورد كلوت بك في كتابه لمحة عامة عن مصر حكاية أوردها نابليون بونابرت في مذكراته عن مؤامرة دبرت في أحد الحمامات العامة بمدينة رشيد. فقد ذكر نابليون أم الجنرال مينو تزوج بامرأة من رشيد وعاملها معاملة السيدات الفرنسيات، إذا كان يمد لها يده كلما هم بالدخول معها إلى غرفة الطعام، ويتحرى لها أوفق المجالس، ويقدم إليها خير الأطعمة وأشهاها، وكان إذا سقط منديل الطعام على فخذيها بادر وتناوله وإعادته إلى مكانه، فلما زبيدة تلك الأمور على صاحباتها في الحمام لاحت لهاته النسوة بارقة أمل في تغيير أحوالهن وعاداتهن وحررن عرضا قدمنه إلى السلطان الكبير بونابرت ليحمل أزواجهن على معاملتهن بمثل ما يعامل به الجنرال مينو زوجته، وعندما غادرت الحملة الفرنسة القاهرة صحب مينو زوجته إلى باريس.

وعندما سافر رفاعة الطهطاوي إلى باريس عام 1826شاهد عدد كبير من نصارى مصر والشام الذين خرجوا مع الفرنساوية حين خروجهم من مصر , وهم جميعا يلبسون لبس الفرنسيين, وندر وجود أحد من المسلمين الذين خرجوا مع الفرنسيس, فإن منهم من مات ومنهم من تنصر, خصوصا المماليك الجورجية والجركسية والنساء اللواتي أخذهن الفرنسيس صغار السن, وقد شاهد الطهطاوي امرأة عجوزا باقية على دينها, وقد سمع الطهطاوي هناك في مرسيليا أن مينو رجع عن إسلامه إلى النصرانية , وأبدل العمامة بالبرنيطة , ومكث مع زوجته وهي على دينها عدة أيام , فلما وضعت ابنها أراد مينو أن يعمده على طريقة النصارى , ولكن زبيدة المسلمة رفضت.

وقال لها الزوج : أن كل الأديان حق5 وأن مآلها واحد , ولكن الزوجة رفضت , ولم ترض بذلك , فقال لها مينو : القرآن ناطق بذلك وأنت مسلمة وعليك أن تصدقي بكتاب نبيك، ولكنها رفضت الفكرة كلها فما كان من مينو إلا أن أن أحضر أعلم علماء ” الإفرنجية ” باللغة العربية [ ]دي ساسي , وهو من كبار العلماء المستشرقين , وطلب من زوجته أن تسأله , واجابها دي ساسي بأنه يوجد في القرآن قوله تعالي في الآية (62) من سورة البقرة ” أن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل عملا صالحا فلهم أجرهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ” , وعندها صدقت زبيدة , وأذنت لعبد الله مينو أن يعمد ولده , ويقول الطهطاوي : وبعد ذلك انتهي الأمر على ما قيل أنها تنصرت وماتت على دين المسيحية  .

عندما قامت ثورة الأهالي ضد الفرنسيين في المنصورة في 10 أغسطس 1798وحاصر الثوار معسكر الفرنسيين , اضطر الجنود إلى إخلاء المعسكر والجري إلى السفن التي تنتظرهم في النيل , لم يمكنهم الثوار من الوصول إلى السفن فحاولوا الهرب إلى دمياط , ولكن الثوار حاصروهم وقتلوهم جميعا , وكان من الناجين امرأة أحد الضباط وأبنتها, ووقعتا أسيرتين , وقد قام شيخ العرب أبو قورة بشراء الفتاة وتزوج بها , فبقيت عنده حتى مات عنها في 1808 في عهد محمد على , وبقيت حافظة لعهده وقائمة على تربية أولادها منه , وقد أيد كلوت بك تلك الواقعة , ويقول إنه شاهد الواقعة كان كبيرا لأطباء الجيش المصري في عهد محمد على وزار دار أبي قورة في قرية ميت العامل من أعمال مركز أجا بعد أكثر من خمس وثلاثين سنة من تلك الواقعة فوجد قصرا فسيحا قائما بالقرب من مساكن العرب ويقول كلوت بك : ” لقد أحسن ابنها لقائي وأكرم مثواي , ولما عرف أنني فرنسي ذكر لي والدته , وقال إنها فرنسية وكاشفته برغبتي في لقائها , وكانت ذريعتي إلى ذلك مهنة الطب التي أقوم بها , فلما وصلت إلى مكانها تلقتني محيية باللغة الفرنسية , وتبينت أنها إيطالية , واسمها جوليا ,وعلمت منها فعلا أنها ولدت بمدينة البندقية , وأن والدها تاجر قبعات اسمه بارتولي , ووالدتها تسمي مارجريت , وان العربان أسروها وهي خارجة من المنصورة , وأركبوها جوادا وانطلقوا يطوون بها الجبال حتي بلغوا دارا كبيرة التقت فيها برجل يغطيه حرام أبيض من الرأس إلى القدمين , وأن هذا الرجل بذل لها من العطف والميل ما لا يوصف , وانه جردها من ثيابها الأوروبية ليلبسها ثوبا شرقيا فضفاضا , ثم سلمها من الحلي والجواهر ما قيمته ستمائة كيس , أي ما يعادل مائة ألف فرنك , وجعل في خدمتها عددا كبيرا من الجواري والعبيد , وكان الرجل هو الزعيم أبو قورة الذي كان مشهورا بالشوكة والجاه الطويل , ولكن هذا الالتفات وهذا العطف كانا يضجرانها , فكانت لا تكف عن البكاء وتعرب بالقول والإشارة والصياح عن رغبتها في العودة إلى ذويها , ومع هذا فلم ينقض أحد عشر شهرا حتي رزقت بغلام , وهدأت عاطفة الأمومة من شعورها بالاغتراب والتذمر والاستياء , ورضيت بحالها , ولما مات زوجها أكرهت على التزوج بأخيه فلم تجد منه ما كانت تلقاه من حسن الرعاية  .

وكان أبو قورة من الزعماء الذين قاوموا سلطة المماليك مدة حكمهم، وكانت له السيادة في إقليم المنصورة وقتئذ، وكان يملك أربعين قرية وبضعة آلاف من الجمال وقطعانا لأعداد لا حصر لها من الغنام وأكثر من خمسمائة عبد وجارية من الأرقاء.

أما جوزيف ماري مواريه الضابط في الحمالة الفرنسية والذي كتب مذكراته، كان في الكتيبة التي خصصت لإخضاع دمياط، وكان يسكن في الشارع المؤدي إلى المسجد الرئيسي.

كانت له تجربة مع النساء المصريات أو نساء المماليك كان هذا الضابط يحتقر المصريات فهن من وجهة نظرة لسن جديرات بالمثول في بلاط أفروديت أو بالاستحواذ على قلب الرجل الفرنسي، ولكن هذا لا يعني أن جميع النساء المقيمات في مصر لسن جديرات بهذا الاهتمام، ويضيف الضابط أنه يعلم أن البكوات وذويهم وضباطهم الكبار يأتون من جورجيا والقوقاز والجركس بأجمل النساء، يشتروهن ثم يرفعوهن إلى أعلي الدرجات.

كان هذا الضابط بعد فراغ كتيبته من إخضاع العربان المتمردين يقف على عتبة بابه يرقب النساء وهن يذهبن إلى المسجد، ولاحظ أن واحدة منهن يدل مظهرها على الثراء، وكلما مرت من أمامه تتمهل وترمقه ببصرها. كانت المرأة تضع على وجهها نقابا يخفي معالمه، فلم يكن من السهل عليه أن يعرف ما إذا كانت صبية أم امرأة ناضجة، جميلة ام قبيحة، غيران قوامها الممشوق وهي تسير أمامه جعله يكاد يجزم أنها شابة.

عندما مرت أمامه تشجع الضابط ورفع لها يده بالتحية العسكرية كما يحيي الجنود قادتهم الضباط بأن وضع يده على جبهته، وحرص أن يبتسم خلال التحية الغريبة على النساء في مصر، وردت المرأة التحية بأحسن منها ووضعت يدها عند قلبها.

في المساء جاءت إليه خادمة من مرسيليا تعمل في خدمة سيدتها وطلبت الحديث معه، وقادها إلى مكتبه، وسألته عما إذا كان يتكلم بالعربية، وعندما سألها عن السبب أخبرته الخادمة أن سيدته أهي التي طلبت منها أن تسألني، وعندما سألها عن سيدتها، أخبرته الخادمة أنها لا تستطيع أن تبح بأي شيء عنها، وعندما أخبرها الضابط انه فرنسي مثلها فإنه لا ضرر من يبوح كل منهم للآخر بأسراره. وطلبن منه الخادمة الفرنسية أن يعد بشرفه بأنه لن يبوح لحد بسر سيدتها.

وأخبرته الخادمة أن سيدتها كانت زوجة لأحد البكوات الذين قتلوا في معركة الأهرام إثر دخول الفرنسيين المباغت الذي لم يترك فرصة للمماليك لتهريب زوجاتهم ونساءهم. بعضهن وقعن أسيرات في أيدي الفرنسيين، فمسحوا دموعهن وانسوهن أزواجهن، وهربت سيدتها من القاهرة وجاءت إلى دمياط لاجئة إلى تاجر تركي ثري , اتخذها زوجة ليحميها من المطامع , وعندما يخرج الفرنسيين من مصر فهو سيردها إلى زوجها البك . وأخبرته الخادمة أن سيدتها اسمها زليمة وعمرها تسعة عشر عاما وأن جمالها يفوق جميلات إكس أون بروفانس , وأخبرها الضابط انه يجيد العربية بعد أن امضي في مصر عام كامل , وقبل أن تنصرف الخادمة منحها بعض النقود .

في اليوم التالي جاءت له الخادمة برسالة من السيدة أخبرته فيها : أن هيئتك العسكرية , وشكلك اللطيف , واستقامتك قد استولت على , والحقيقة أنا اعترف لك بأنني أحبك , وإذا لم ترفض حبي فإنني في انتظارك عند التاجر الذي أقيم عنده , ولنترك الحب يفعل بنا ما يريد “.

كان من السهل على الضابط الفرنسي أن يدخل عند التاجر الذي ذكرته له السيدة , كانت رتبته جديرة بان تكسبه احترام التجار , وكانت حجته أنه يريد أن يشتري بعض الأقمشة , وكانت زليمة تجلس بالقرب من التاجر بدون الحجاب الذي يغطي وجهها , وتيقن أنها كما وصفتها الخادمة , وعندما استدار التاجر ليجلب بعض أثواب القماش رفعت كل الأغطية عن وجهها وشعرها لتكشف له عن وجه نادر الجمال . وأرسل لها قبلة بيده وردتها إليه.

عاد الضابط بعد يومين ليشتري قماش آخر، وتعرف على التاجر الذي كان اسمه أبو فرو , وفوجئ بأن التاجر يطلب من الضابط أن يحضر في وقت فراغه ليعلم زليخة بعض قواعد الحساب واللغة الفرنسية , وأخبره التاجر أنه ”  ليس أمامي إلا الأقباط أو اليونان , وهو سيخدعوه او يسرقوه , وان أحافظ على زليمة ” . بالطبع كانت فرصة للضابط , وبدأ في التردد على دكان التاجر لتعليمها , وأخبرته أنها مولودة في جورجيا ,وباعها أهلها وهي في الرابعة عشرة من عمرها إلى تاجر في القسطنطينية , ولأنها كانت نحيفة فلم تجد لها زبون تركي وحملها التاجر إلى القاهرة واشتراها على بك الذي قتل في معركة الأهرامات .وسألها الضابط عن حبها لزوجها , وأخبرته أنها لم تزق معه طعم الحلاوة ولا الزواج , لن المسلمين لا يحبون إلا السمينات , وكان على بك يريدها أن تسمن وتصل للحجم المطلوب وبعدها يتزوجها , وقالت أن سيدها كان يمل النساء لأجل هذا كان يترك العنان لملذاته الشاذة , وقالت أن سيدها كان يفتقر إلى الذوق والاهتمام والملاطفة والأحاسيس الرقيقة , وكانت له محظية جعل لها كل السلطة على ما عداها من النساء , وقالت أنها كانت محبوسة ولم تخرج , وتمضي وقتها وسط الجواري في تطريز الأوشحة والأحزمة , أو تغنين لسيدهن , وطلبت منه أن يأخذها معه إلى فرنسا عندما يعود إليها .

طلب منها الضابط أن تعطيه نفسها مكافأة على حبه لها، أن يريد أن ينالها، ولكنها رفضت إلا إذا كان هذا شرعيا، لأنها تعلم تقلبات الفرنسيين، وطلبت منه أن يعتنق الإسلام ليتمكن من زوجها بعد أن يطلقها التاجر. خاف الضابط أن يشهر إسلامه حتى لا يتعرض إلى عملية الختان، ويمتنع عن شرب الخمر مثل الجنرال عبد الله مينو.

وأخبرته أن أبو الفرو زوجها، يحترم الإسلام ولا يقبل أن يتركها لشخص غير مسلم، وربما قتلها. ولأن زليخا قد أحبته فعلا، فقد رفضت أن تنتهي قصة الحب عند هذا الحد، وطلبت منه أن يخبرها قبل موعد رحيله.

وظل يلقنها مبادئ الحساب وامضي الفترة الباقية له يطارحها الغرام في الحديث فقط، وفي يوم 19 يوليو 1799 تلقي الضابط أمرا بمغادرة دمياط.

لم يعد الضابط جوزيف ماري مواريه إلى دمياط أبدا حتى رحل إلى الإسكندرية في 12 أكتوبر بعد أن ذاق ومعه كل القوات الفرنسية الويلات في حروبهم الطاحنة مع الأتراك والمماليك والعرب، وأخيرا تم الاتفاق بين الأتراك والإنجليز على رحليهم بعد أن حاولت بريطانيا اعتبارهم أسري حرب، وفي النهاية رحلوا.

كتب الضابط جوزيف ماري مواريه رسالة إلى زليخا حسب اتفاقها معه بمجرد وصوله إلى الإسكندرية ليحثها على اللحاق به هناك. وقد تمكنت زليخا من الهرب بالفعل من دمياط متخفية في ملابس الفرنسيات مع خادمتها الفرنسية، ولكن المماليك قبضوا عليها واستجوبوها واكتشفوا من لهجتها أنها ليست فرنسية، وقد أخذوها أسيرة بعد أن أعجبهم جمالها، وتركوا الخادمة الفرنسية التي تمكنت من اللحاق بأبناء جلدتها، وقد أسعدها حظها برؤية ذويها في مرسيليا.

 

وقد كتب نابليون بونابرت في مذكراته أن نساء البكوات والكُشاف كن يطلبن أحيانا مقابلة السلطان الكبير، وكن يأتين وحولهن حاشية كبيرة، وقد غطين وجوههن. وفقا لتقاليد البلاد, وكان لا يمكن معرفة درجة الجمال , فكانت الأيدي الصغيرة وحسن القوام, والصوت الرخيم والأسلوب, مما يدل على الترف والتعليم الجيد, ومما يوضح المرتبة والشخصية, وكانت الواحدة منهن تقبل يد السلطان الكبير , ثم تحملها الى جبينها ثم إلى قلبها, وكانت تجلس على نسيج ذي مربعة مذهبة, وتبدأ الحديث فتبرز قدرا من الدلال والفطنة, كما تفعل نساء أوروبا, في غاية الرقة , حتي تحقق ما جاءت من أجله, كن مستعبدات من أزواجهن , وكانت لهن حقوق تحميهن أما الرأي العام , وعلى سبيل المثال , الذهاب إلى الحمام, حيث يتم توثيق المغامرات وتتم معظم الزيجات.

وذات يوم جاء أغا الإنكشارية في القاهرة، والمسئول عن الشرطة. وكان قد قدم للجيش خدمات جليلة، وطلب من السلطان الكبير مكافأة بأن يوافق على زواجه من أرملة رغب في نكاحها، وكانت أرملة غنية.

–           ولكن كيف عرفت أنها جميلة. هل رأيتها؟

–           كلا.

–           كيف تطلب مني أن أطلبها لك، هل هي تريدك؟

–           دون شك لو أمرتها بذلك.

ويقول بونابرت أن السيدة امتثلت المرأة للأمر، بعد أن علمت مقصد القائد العام، على الرغم من أنه لم يسبق للزوجين أن رأي أحدهما الآخر ولا تعارفا من قبل، وهكذا كان يتم عدد كبير من الزيجات.

وعندنا تذهب المرأة الى مكة كانت ترقد على أريكة من الخوص ومغلقة بستائر (هودج) ويحملها جمل بالعرض، وتكون السلال أحيانا مرتبة على السرج من كل الجوانب، وتجلس امرأتان جنبا إلى جنب على نفس الجمل.

وقد استمرت امرأة مينو المصرية، بعد زواجها في التردد إلى حمامات رشيد، وكانت كل النساء تتوددن إليها، ووددن بفضولهن أن يعرفن ما بداخلها، وكانت تحكي لهن عن مدي الرعاية الفائقة التي يقدمها لها زوجها. فقد كان في البداية يقدم لها الطعام على المائدة على المائدة، ويختار لها أفضل الأشياء، ويأخذ بيدها للتنقل من منزل إلى آخر، ويهتم دائما بخدمتها وإشباع كل رغباتها وكل ما تحتاج إليه. وكانت نتيجة هذه الأحاديث أن اثرت في نساء رشيد اللواتي قدمن عريضة الى السلطان، قمن بإرسالها للقاهرة يرجون منه أن يصدر امرا إلى المصريين في كل أنحاء مصر ليحسنوا التصرف مع زوجاتهم كما يفعل الفرنسيون عادة.